المقارنة بين المدرسة الأشعرية ومدرسة أئمة الدعوة النجدية في فهم أحاديث التبرك بآثار النبي ﷺ والصالحين

This item is published by Universitas Islam Negeri Sunan Ampel Surabaya

Kurnaini, Mohammad (2023) المقارنة بين المدرسة الأشعرية ومدرسة أئمة الدعوة النجدية في فهم أحاديث التبرك بآثار النبي ﷺ والصالحين. Masters thesis, UIN Sunan Ampel Surabaya.

Text
Mohammad Kurnaini_02040621003.pdf
Download (2MB)

Abstract

إن من المسائل التي كثرت فيها النزاع هو التبرك بآثار الصالحين، حتى انشقت الأمة إلى نصفين، ووقع بينهم العداوة التي أدت إلى ضعف الأمة الإسلامية. فهذه الرسالة تحاول أن تعطي معلومات أكثر عن سبب ذلك الخلاف ومتى بدايته، لأجل تخفيف ذلك الخلاف في الأمة وليكون كل طائفة على علم بذلك. هذه الرسالة تعتبر من البحوث المكتبية بالمنهج الكيفي بالتقريب الوصفي التحليلي مع دراسة مقارنة. ترتكز هذه الرسالة في بيان مفهوم التبرك بآثار النبي ﷺ والصالحين عند المدرسة الأشعرية والوهابية مع بيان وجه الاتفاق والاختلاف بينهم.
لخصت نتيجة البحث بأنه اتفقت الأشاعرة على جواز التبرك بآثار النبي ﷺ بجميع أنواعها ولا يشترطون في إثبات هذه الآثار صحة الإسناد، بل بمجرد الظن يكفي في ذلك. وجماهيرهم يرون جواز التبرك بآثار الصالحين قياسا على تبرك الصحابة بالنبي ﷺ. واتفقت الوهابية على جواز التبرك بآثار النبي ﷺ المنفصلة من جسده الشريف ومما لامسه في حياته وبعد مماته إن ثبتت نسبتها إليه، وبالآثار المكانية إذا قصد النبي ﷺ تعبدا في هذه الأماكن. واتفقت أيضا على منع التبرك بآثار الصالحين الحسية لأن الصحابة لا يتبركون بآثار الصاحين بعد النبي ﷺ، وجميع الأدلة التي دلت عليه إما ضعيفة وإما ظنية الدلالة. وأعظم وجوه الاتفاق بينهم هو طلب الحق في فهم الأدلة. وهذا الخلاف هو خلاف قديم يمكن أن يقال قد نشأ منذ زمن الصحابة لوجود إنكار عمر على تبرك الناس بالأماكن التي صلى فيه النبي ﷺ بدون قصده تلك الأماكن للعبادة. ثم يكثر الخلاف بعد ذلك في زمن محمد بن وضاح (ت. 286) إلى يومنا هذا. ومما يلفت النظر فإن أول من منع التبرك بآثار الصالحين صراحة هو ابن بطال (ت.449) وهو من علماء الأشاعرة، وأول من أجاز التبرك بآثار الصالحين هو ابن عبد البر (ت. 463) وهو من علماء الذين لا يؤلون الصفات مثل الوهابية. فالخلاف إذن ليس بين الأشاعرة والوهابية، وإنما هو خلاف علمي لطلب الحق وإصابة الصواب.